١٢/٠٣/٢٠٠٥

vippost

انتهت الصلاة على جثمان الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله

في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض

وصلاة الغائب

في الحرمين الشريفين المكي والنبوي

وفي جميع مساجد السعودية وبعض من الجوامع الإسلامية في العالم



وري جثمان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الثرى في الساعة الرابعة من عصر الثلاثاء2- 8- 2005 في مقبرة العود وسط الرياض، بعد أن أدت جموع غفيرة صلاة الميت عليه في مسجد الإمام تركي بن عبد الله يتقدمهم الملك عبد الله بن عبد العزيز وعدد من قادة دول العالم العربي وأفراد الأسرة المالكة.

وقدت أديت صلاة الغائب على خدام الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في كافة مساجد المملكة عصر اليوم، وفي مقدمتهم المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وودعا المفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إلى مبايعة العاهل السعودي الجديد عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده سلطان بن عبد العزيز. وأعرب المفتي في بيان عن "سروره لمبايعة الأسرة الحاكمة للعاهل السعودي الجديد".

وقال المفتي الذي أم المصلين في الصلاة عن روح العاهل الراحل أثناء تشييعه اليوم الثلاثاء "نحن ندعو المسلمين إلى أن نسير إلى بيعتهم والالتفاف حولهم وان بيعتهم بيعة شرعية".

وكان الجثمان قد نقل الى المقبرة ملفوفا بآخر عباءة ارتداها العاهل الراحل وهي بنية اللون ممدا على نقالة عادية يحملها ثمانية اشخاص وذلك بعد ان اقيمت عليه صلاة الميت.

وكان جثمان الراحل الملك فهد بن عبد العزيز قد غادر قبل ذلك المستشفى التخصصي في موكب يحوي سيارات عدة، متوجها نحو الجامع الكبير بجوار قصر الحكم، حيث تم غسله، ومن ثم الصلاة عليه.

واتخذت قوات الأمن السعودية إجراءات أمنية مشددة حول جامع الإمام تركي بن عبد الله، تحضيراً لتسيير الجنازة بسلاسة، بعيداً عن الاكتظاظ المتوقع نتيجة توافد زعماء ورؤساء وفود دولية وعربية، وجمعاً غفيرا من المواطنين.

وعلى عكس العديد من الدول الإسلامية لم تعلن المملكة فترة حداد كما أن علمها الذي يحمل لفظ الجلالة لا ينكس، وفتحت المتاجر والأعمال أبوابها كالمعتاد في العاصمة اليوم الثلاثاء غير أن الحالة العامة بين السعوديين العاديين اتسمت بالحزن.

وقد حرص عدد كبير من السعوديين على الحضور باكر إلى باحة مسجد الامام تركي بن عبدالله في الرياض ليشاركوا في الصلاة على جثمان الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي راوا فيه ملكا خدم قضايا المسلمين.

وبين هؤلاء ثلاثة شبان سعوديين وقال احدهم, ويدعى حسن سالم جيلان (18 عاما), تلميذ ثانوي, في حديث لوكالة فرانس برس
"جئنا باكرا حتى نجد مكانا ونشارك في الصلاة". ويقول جيلان ان الملك الراحل, ومعه سائر آل سعود, "قدموا للمسلمين والعرب
اشياء كثيرة مثل وقفتهم تجاه فلسطين ومع الاخوان المسلمين في الشيشان وكل المنكوبين.. لقد قام الملك فهد بطبع وتوزيع المصاحف (ملايين النسخات) وبتوسيع الحرمين الشريفين".

ويقول سلطان سالم باسليمان الذي يعمل صرافا في بنك الرياض "بالنسبة للامن, كل شيء على ما يرام كما يمكنكم ان تلاحظوا"،واضاف "اتوقع ان الوضع سيكون كما كان في السابق وان شاء الله سيكون افضل فالملك عبدالله يمسك الحكم منذ سنين".

ويشاطر عدد كبير جدا من السعوديين باسليمان الثقة التي عبر عنها.وقال حمد العسيري في باحة المسجد "نحن في أمن وامان .. ان شاء الله قضي على الارهابيين".

وقال رجل اعمال متقاعد يدعى احمد العبدلي, "لا اعتقد ان الارهابيين سيستفيدون من مرحلة انتقال الحكم لان الملك عبدالله يمسك بزمام الامور منذ زمن طويل وهو رجل محبوب وشديد في موضوع الاقتصاد ويحرص على الا يحدث تبذير للاموال العامة".

ويقول عبد الاله الربيعي, استاذ التربية الاسلامية في جامعة الامام محمد بن سعود, "ان الوضع مستقر ولا يوجد اي تخوف وخطط انتاج البترول ستستمر كما هي".

وفي دولة الأمارات العربية، أبدى الإماراتيون حزنهم الشديد على رحيل الملك فهد بن عبد العزيز، وقالت احدى المواطنات من إمارة أبوظبي وهي تجفف دموعها: " لم ألبث أن جفت دموعي حزنا على زايد, حتى انهمرت على خادم الحرمين الشريفين رحمه الله.و ان مصابنا و مصاب الشعب السعودي واحد. فهو فهد العرب الذي تعدى وجوده المملكة العربية السعودية ليشمل الامارات وجميع الأقطار العربية والاسلاميه. فحـبـيب زايد هو حبيب الامارات وشعبه.

أما أحمد بن سيف الفلاسي, من امارة دبي, فيقول: "كما أنني لم أستوعب وفاة الشيخ زايد في بادئ الأمر لعظم الفاجعة, لم يتسن لي أن أستوعب وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز. فكيف وهو الذي ألفناه ربان مركب دول الخليج منذ نعومة أظافرنا. الذي بذل مع أخاه الشيخ زايد رحمه الله كل الجهد لتوحيد الصف واعلاء شأن المنطقة".

ولم يكن موقف عبدالرحمن بن طليعة من امارة الشارقة بعيدا عن موقف الفلاسي، وعبر عن حزنه الشديد لرحيل "الفقيد الغالي".