١٢/٠٣/٢٠٠٥

شاتيلا يعقب على خطاب بشار

كمال شاتيلا: خطاب الأسد يعبر عن روح الصمود والمقاومة للمشاريع الاستعمارية
من الطبيعي توفير التضامن العربي مع صمود سوريا ورفض كل التهديدات الموجهة إليها

لن ينفع لبنان كل صداقات العالم وخسارته العلاقات الأخوية مع سوريا

يجب إيجاد آلية إطمئنان أمني بين لبنان وسوريا وحل المشاكل على قاعدة الاحترام


تعليقاً على خطاب الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، أدلى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأخ كمال شاتيلا بتصريح قال فيه:

قبل وبعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1636 وصلت الضغوط الأميركية والبريطانية على سوريا لتغيير سياستها العربية التحررية الى حدود التهديد باستخدام القوة العسكرية، فكانت توقعات الدوائر الاستعمارية أن يقدّم الرئيس بشار الأسد تنازلات استراتيجية لمصلحة الاحتلال الأجنبي في العراق ولمصلحة الارهاب الصهيوني في فلسطين ولبنان، الاّ ان الرئيس الأسد خيّب آمالهم واستند الى ارادة الشعب السوري وأحرار العرب، فجاء خطابه معبراً عن روح الصمود والمقاومة للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف العرب جميعاً وفي القلب منهم سوريا.

واذ أبدى الرئيس الاسد مرونة في التعاطي مع قضايا كثيرة، الاّ انه ينطلق من ثوابت وطنية وقومية لا تسمح بقبول أية مبادرة أجنبية تنال من سيادة سوريا وقرارها الحر. فمن المعروف ان سوريا تمثل الحاجز الأول في المشرق العربي لمنع تمدّد مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يحوّل الوحدات الوطنية العربية الى شراذم انفصالية لمصلحة مشروع اسرائيل الكبرى. ومن الطبيعي توفير التضامن العربي مع صمود سوريا ورفض كل التهديدات الموجّهة اليها لتبديل سياستها من الصمود الى الاستسلام.

وعن الشق اللبناني في خطاب الرئيس السوري، قال الاخ كمال شاتيلا: ان الرئيس بشار الأسد الذي أبدى احترامه لارادة اللبنانيين وحرصه على العلاقات الاخوية بين لبنان وسوريا، الاّ انه أشار بمرارة الى بدايات تحويل لبنان الى ساحة تخريب ضد سوريا، وهو أمر مرفوض بالطبيعة من سوريا ومن كل احرار لبنان.

وأضاف شاتيلا: لقد سبق وطالبتُ منذ شهر بفتح ملف العلاقات اللبنانية – السورية في مجلس الوزراء ودراسة الاتفاقات المعقودة بين البلدين لتصحيح أية شوائب فيها في اطار التوازن والاحترام المتبادل، ومن ثم تشكيل لجنة رسمية شعبية لبنانية للحوار مع القيادة السورية من خلال المجلس الأعلى لأن لبنان لو كسب صداقات العالم بأسره وخسر روحية العلاقات الاخوية مع سوريا، فان كل مساراته ستكون عرضة للفشل. وقد قلت سابقاً يجب اولاً ايجاد آلية اطمئنان أمني متبادلة بين لبنان وسوريا لاعادة الثقة، لكن الحكومة اللبنانية تجاهلت ما طرحناه وأمعنت في تشجيع قواعد الوصاية الأجنبية على لبنان، وهذا الامر سوف يتسبب بكوارث لان احرار لبنان لن يسمحوا بتحويل بلدهم الى محمية أطلسية تدور في فلك اسرائيل.

وأضاف شاتيلا: ان الرئيس الاسد شخّص بدقة حال لبنان اليوم المشابه لحالنا في بداية الثمانينيات من القرن الماضي خلال الاجتياح الاسرائيلي وما رافقه من مصائب ومحاولات لفرض اتفاقية 17 أيار المذّلة على لبنان.

وعن لجنة التحقيق الدولية، قال الأخ كمال شاتيلا: ان الرئيس الأسد أبدى استعداد الكامل للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اطار السيادة الوطنية لسوريا، وقد ميّز بين ضرورة كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبين استخدام التحقيق لممارسة الضغوط على سوريا. فالشعب اللبناني يريد الوصول الى الحقيقة من خلال تحقيق جاد يستند الى الوقائع ومعاقبة من تثبت ادانته اياً كان وفي اي مكان بدون استخدام التحقيق لاغراض سياسية.

واستغرب الأخ كمال شاتيلا بشدة ما قاله السيد جاك سترو وزير خارجية بريطانيا منذ اسبوع لاحدى المحطات العربية حينما طالب سوريا بنزع سلاح المقاومة اللبنانية، وقال: ان هذا الأمر ليس فقط بمنتهى الخطورة ولكنه كلام يخالف نص القرار 1559 الذي يطالب سوريا بانسحاب من لبنان فقط وهي قد انسحبت، الأمر الذي يكشف الشروط التعجيزية التي يمارسها الاطلسيون على سوريا لتواكب مخططاتهم في المنطقة، الاّ ان قيادة سوريا كانت واضحة في رفض كل الشروط التعجزية، وكان ذلك مصدر ارتياح العرب الاحرار.

وختم رئيس المؤتمر الشعبي: لقد كان من بين أهداف زيارتنا لدمشق منذ أيام وقف التدهور في العلاقات اللبنانية – السورية، فالمطلوب فتح الحوار الرسمي والشعبي حول هذا الموضوع فوراً، لان الاهمال المقصود أو غير المقصود سوف يعرّض هذه العلاقات الى اخطار كبيرة لن يكون بوسع انصار الوصاية الأجنبية تداركها ولا الدول الكبرى التي تقف وراءهم.

ووسط هذه العواصف التي تحيط بلبنان نقول: ان استقرار بلدنا ينهض بالالتزام العملي باتفاق الطائف واحترام الدستور ورفض أية وصاية اجنبية على لبنان واحترام التوازن الوطني. وأي اخلال بهذه الثوابت الوطنية يعرض البلاد الى اهتزازات خطيرة تصيب الجميع، وسوف نواصل مساعينا لتحصين لبنان ليظل موحداً ديمقراطياً عربياً مستقلاً.



--------------- 11/11/2005



e-mail: almawkef@cyberia.net.lb بيروت - برج أبو حيدر- بناية شاهين- ط8/ ص.ب: 7927/11 /

هاتف: 305627 - 307287 /1/961+ خليوي: 939636/3/961+ / فاكس: 312247/1/961+/